ريال لإصلاح جهاز تكييف الهواء في شقته

التقى اللاعب إيمون أوكيف الأمير عبد الله بن ناصر آل سعود للمرة الأولى على أرض ملعب فريق الهلال خلال التدريبات في الرياض.
كان إيمون في مرحلة الاختبار عندما ذهب رئيس النادي الأمير عبد الله في سيارته البويك الزرقاء، وكان ذلك أول مرة يلتقي إيمون قال سميث لإيمون : "هل ترى السيارة التي هناك؟ إنه الرئيس وبوسعه أن ينهي أو يقبل بعقدك معنا، فقدم له أفضل ما لديك".
وأظهر إيمون مهارته في كل القدم وقدم أفضل ما عنده. وخلال فترة الاستراحة، وقبل استئناف المباراة، همس جورج سميث في أذن إيمون حول مطالبه المتعلقة بالأجر قائلا: "أيا كان ما تفكر فيه زِد عليه". وبعد انتهاء المباراة، تقدم إيمون إلى الأمير الذي استفسر عن إقامته وعما إذا كان يحتاج أي شي، وطلب منه أن يكتب طلباته جميعها التي قوبلت بنعم قبل أن يملأ الورقة.
فتضمنت قائمة جورج سميث وإيمون نقوداً وسيارة وشقة وتذاكر طيران إلى إنجلترا ومدارس خاصة لطفلي إيمون عندما يبلغان سن الدراسة، وقوبلت جميع طلباتهم بالإيجاب.
كان إيمون يكسب في انجلترا 40 جنيها في الأسبوع بالإضافة لـ 15 جنيها للعب كرة القدم، بينما كان أجره الجديد نحو 140 جنيها أي ما يعادل 1100 جنيه حالياً بدون دفع ضرائب أو فواتير وبدون أي قلق.
وبعد الموافقة على عقده، عاد إيمون جوا إلى مانشستر، وأخذ عائلته إلى الفندق كما اعتاد دون أن يدفعوا جنيها واحداً مقابل السكن والطعام والشراب.
يقول إيمون: " كانت الفاتورة كبيرة جداً ولكن لم يطالب بها الفندق إطلاقاً".
وحصلت زوجته على وظيفة بمرتب جيد في بنك 
وافق إيمون على العرض، وبعد ذلك بأسبوع كان في سيارة فارهة في طريقه لمطار هيثرو مستعدا لجولته الكبيرة مع الأمير عبد الله بن ناصر آل سعود.حتى تلك اللحظة كان الإثنان صديقين، وقضيا وقتاً ممتعاً في لندن.
ويقول إيمون:"في مطار شارل ديغول استقبل السفير السعودي الأمير عبدالله وحاشيته وكانت هناك أعلام على السيارة."
أعطى عبد الله إيمون حقيبته وطلب منه الحفاظ عليها، وذهب إلى باريس وحده ريثما ينتهي الأمير من اجتماعاته.
وبعد ساعة وصل عبدالله إلى الفندق، وفتح الحقيبة التي كانت بحوزة إيمون، ليكشف أن ما كان في الحقيبة، مئات الآلاف من الفرنكات الفرنسية.
وفي تلك الليلة تناول إيمون عشاءه في قارب في نهر السين أرضيته من الزجاج، قبل أن يلقي نظرة على المدينة من شرفة غرفته في الفندق. وبعد ذلك استغرق في النوم سعيدا، ولكن الأحلام السعيدة لا تدوم طويلا.
بعد يومين توجها إلى مدينة كان الفرنسية حيث ذهبا إلى الكازينو واستقلا نفس المصعد..
وبعد أن أقدم الأمير عبد الله على خطوته "بات المصعد فجأة صغيرا"، لقد أفصح الأمير عن مشاعره لإيمون وكذلك فعل الآخر، لكن الأخير لم يكم مثلياً، كل ما أراده هو أن يصبح لاعب كرة قدم ولا شيء آخر.
ويقول إيمون "مرّت نحو 15 ثانية حتى فُتح باب المصعد، لكنني شعرتها بمثابة شهر، فقد سادت أجواء باردة مريعة بيننا".
في تلك اللحظة انتهت جولة الأمير الفاخرة، وبرنامج عمله، ولم ينتقلا إلى روما ولا القاهرة بل توجها إلى الرياض.
كان إيمون يشعر بالحرج، ولكنه لم يكن خائفا. في المصعد أخبره عبد الله أن علاقتهما ستعود "رئيس ولاعب"، وقد صدقه إيمون.
ويقول إيمون: "لم أفكر للحظة واحدة أن حياتي في خطر، اعتقدت أنني حصلت على عقدي، وسنعود إلى الوضع الطبيعي."
لكن بعد العودة للرياض تغير الوضع، فالمثلية كانت ومازالت غير قانونية في المملكة العربية السعودية، وكانت الأسرة المالكة ومازالت قادرة على فعل أي شيء.
لم يكن إيمون ينوي كشف سر عبد الله، ولكن ماذا لو كان عبد الله يريد ممارسة بعض الضغوط؟
شعر إيمون بالانزعاج وربما بنوع من الاختناق، فذهب إلى جورج سميث وأخبره بما حدث لعله يطمئنه، ولكن ذلك لم يحدث.
قال له جورج: "لن يتركوا الأمر عند هذا الحد يا أحمق."
وقال جورج سميث الذي يبلغ من العمر الآن 87 عاما، عن ذكرياته وإيمون: " كان إيمون يشعر بالقلق من تلك الجولة، لأنه كان يقضي معظم وقته برفقة الأمير عبد الله بن ناصر الذي أنفق عليه الكثير من الأموال".
وأضاف جورج: "اعتقدت أنهما قريبان جدا، وكان الرئيس (الأمير عبد الله) يعلم أنني قلق حول ذلك الأمر".
وبعد أن علم جورج سميث بما جرى في مدينة كان الفرنسية، طلب من إيمون مغادرة السعودية فوراً من أجل سلامته. ويقول جورج: " لقد كان في خطر، فأي شيء كان من الممكن أن يحدث".
تجمدت الدماء في عروق إيمون فهو يعلم سرا عن واحد من أقوى الشخصيات في البلاد، وذلك يعرضه للخطر. قضى الليلة على أريكة جورج، ولكنه قضى معظم الوقت يحدق في السقف.
كان شاباً صغيراً عمره 22 عاما بعيدا عن إنجلترا وخائفاً، وأسرته في انجلترا، ولن يُسمح له بالعودة ما لم يوقع الأمير تأشيرة خروجه من البلاد، بدأ إيمون يشعر وكأنه في قفص.
وفي اليوم التالي ادعى إيمون أوكيف أن والده مريض وعليه السفر إلى إنجلترا، إلا أن عبدالله لم يعطِه جواباً بل جعله ينتظر إلى الغد لينظر في شأن سفره.
وفي اليوم التالي، ذهب إيمون إلى نادي الهلال للقاء الأمير عبد الله الذي أغلق أبوابه، وأبلغ طاقم العاملين لديه أنه لا يريد إزعاجا، مما زاد من قلق إيمون.
بي بي سي عربي تكشف تفاصيل جديدة عن أحد المشتبه بهم في قضية خاشقجي
ويتذكر إيمون الأمير جالسا على رأس مائدة كبيرة وهو يقول له "هل ذلك بسبب ما حدث في فرنسا، لا أصدق أنك تريد العودة."
حاول إيمون إقناع عبد الله الذي أمسك بورقة وقلم وشرع يكتب بالعربية، لقد كان اتفاقا يسمح لإيمون بالعودة لإنجلترا لأسبوع واحد فقط.. و كان عليه أن يوقّع.
لم يكن إيمون يعرف العربية، وكل ما كان يعرفه أنه سيوقع على طريق نجاته، ففكر بسرعة، وقرر ما يمكن أن نطلق عليه الآن "خدعة العام".
قال إيمون: "تريدني أن أوقع هذا الاتفاق باللغة العربية، وأن أثق بما فيه رغم أنك لا تثق بي، لا بأس لا توجد مشكلة."
تناول إيمون القلم وشرع في التوقيع، وفي اللحظة الأخيرة انتزع عبد الله الورقة ومزقها وألقاها في سلة المهملات، وقال بتحفظ: "سأرتب لك رحلة".
وفي اليوم التالي، ذهب إيمون إلى المطار حاملا معه ملابس أسبوع واحد حتى لا يظن عبد الله أنه يغادر إلى الأبد.

رعب مستديم

يقول إيمون: "كنت خائفاً ومنزعجاً حتى بعد إقلاع الطائرة". وصل إلى لندن وهو يشعر بسعادة وارتياح، إلا أن مشاكله لم تنته عند تلك النقطة.
فكر إيمون باستئناف مسيرته في كرة القدم من جديد، ولكن للتسجيل في اتحاد الكرة، كان عليه أن يحصل على براءة ذمة من السعودية. وبعد التواصل مع السعودية، تلقى إيمون فاكساً بالآتي:
  • 1500 ريال لإصلاح جهاز تكييف الهواء في شقته
  • ينقص ذلك راتب شهر واحد مازال مستحقا لإيمون
قبل إيمون بالبندين الأول والرابع، أما البنود الأخرى فشعر بأنها انتقام من الأمير عبد الله. فجهاز التكييف كان سليماً بحسب إيمون كما أنه لم يقترض أبدا نقوداً من الأمير، وكان إيمون يقضي معظم وقته في السباحة ورعاية طفليه والحديث عن الكرة مع جورج، لأن فريق الهلال كان يتدرب مرتين فقط في الأسبوع.
أما الأمير عبدالله، فكان معجباً بإيمون منذ أول مرة التقاه فيها. فاشترى له سيارة "بونتياك" فضية، ودأب على دعوته لتناول الشاي حيث كانا يشاهدان كرة القدم على شاشة كبيرة (كان ذلك بمثابة ترف في عام 1976) أو يتحدثان إلى أشقاء الأمير عبد الله.
حقائق عن المملكة العربية السعودية
وهكذا أصبح إيمون الأشقر الإنجليزي مرحبا به في البلاط الملكي، وكان إيمون سعيداً للغاية لأنه رأى من السعوديين التواضع في التعامل معه، يشبه كثيراً علاقاته مع أصدقائه في مانشستر مع اختلاف بسيط، وهو أنه أصدقاءه السعوديين كانوا يديرون البلاد.
وعلى أرض الملعب سارت الأمور أيضا على نحو طيب، فقد أحب إيمون زملاءه في الفريق الذي وصل إلى الدور قبل النهائي في كأس الملك (قبل أن يطيح به نادي النصر المنافس بضربات الجزاء).
ولم تكن الحياة مثالية في السعودية فقد كان ذات يوم يقود سيارته بأحد الميادين عندما شاهد أحدهم يتعرض لعقوبة الجلد العام، ولكن بصفة عامة كانت الحياة جيدة بالنسبة له.
وعندما انتهى الموسم، وقبل أن يعود إيمون وأسرته إلى إنجلترا، طلب الأمير رقم هاتفه قائلا له: "أنا أيضا أعتزم القيام برحلة إلى إنجلترا، فلابد أن نلتقي هناك."
وبعد ثلاثة أسابيع، زار عبدالله إنجلترا والتقى وطلب لقاء إيمون، فسافر إيمون من مانشستر إلى لندن للقائه، وخرجا سوية للتسوق بسيارة عبدالله الخاصة مع مساعده وسائقه.
وبعدها سأل عبدالله إيمون فيما لو كان يريد أن يحل محل مساعده في الجولة التي بدأها من لندن. فكانت محطته الثانية هي باريس ثم روما ثم القاهرة فالعودة إلى السعودية.

Comments

Popular posts from this blog

30周年祭:博帕尔毒气泄漏遗毒犹存

评论通过管理员审核后翻译成中文或英文

الذكريات الزائفة "تعزز انتشار" الأخبار الكاذبة